في كل مرة أذهب لأمشي على شاطيء البحر......أنفصل عن العالم...وعن نفسي...لا أسمع شيء...إلا صوت الموج...وذرات الهواء من حولي
أشعر وكأني اتوه في ذلك العالم الآخر
ولكن هذه المرة كانت مختلفة
... في لحظة ما
....وجدتني أقف..أدقق النظر إلى البحر...ثم جلست
...لأول مرة أشعر وكأني أراني بوضوح
كأن صفحات البحر المرسلة امامي هي مرآة أرى فيها نفسي..وحياتي
...في هذا البحر رأيتني ضئيلة إلى أقصى حد
...أمنياتي أكثر ضآلة مني
...نعم اكتشفت الآن فقط ان امنياتي ضئيلة
...ولكني أحببت تلك الامنيات
...لأنها .....ببساطة....تتحقق
...ولكني أصبحت لا أجرؤ أن اتمني أكبر منها
...............
تذكرت عندما قالت لي صديقتي
"غمضي عنيكي واتمني امنية"
"...سكت كثيراً ثم ابتسمت..عرفت صديقتي اني تمنيت
وعرفت امنيتي...الصغيرة...من نظرة إلى عيني
....تأكدت حينها من مدى بساطة ما اتمنى حد الوضوح
تحققت الأمنية الصغيرة.....حتى اني بكيت
...بكيت لأني تمنيت
...ولأنها تحققت
......وبكيت لأني لم أجرؤ أن اتمني أكبر منها فيتحقق أيضاً
...ربما اكون قنوعة بما أريد... أو...ربما أكون خائفة مما أريد
...خائفة ألا يتحقق
...وخائفة أن يتحقق...وأندم أنني تمنيته
...............
...حتى البحر
كانت أقصى امنياتي معه أن اتمشي وحدي
وأن أجلس علي الرمال دون خوف أو حرج
...وعندما فعلتها...ظننت أني امتلك العالم بأكمله
..لم أتمن يوماً...أن احتضن البحر بين يدي...فقط لم أفعلها... وجدتني دائمة النظر إلى جزء البحر امامي...شطه فقط... الموج الذي يؤلم الصخور دون تعمد
...ولم انظر أبداً نظرة بعيدة...حيث اللا نهاية
...ربما لأني ما زلت أعاني من فوبيا النهايات المفتوحة
...أو لأنى أتيقن أني لن أستطيع الوصول إلى تلك النهاية
...أو...... ربما أخاف أن يغرقني البحر في منتصفه
فآمنت بالنظر تحت قدمي حتي لا أقع
..............
وانا صغيرة كنت لا أخاف....كانت أحلامي أكبر مني
حتى عندما كنت احلم بلمسة للقمر لم أخش أبداً السقوط
......وعندما أصبحت كبيرة
......أفقت من كثرة السقوط
...... فصغرت احلامي مع الزمن
...............
......والأمنية الوحيدة...التي أصبحت أتمناها واعرف أيضاَ انها لن تتحقق
......أن أعود صغيرة
فقط ... ...لأحلم
ولا أخاف